صعود قيادات الشرق الأوسط يعيد رسم خريطة التحالف الإنجيلي العالمي .. بوابة الفجر سبورت

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اختتمت الجمعية العامة الرابعة عشرة للتحالف الإنجيلي العالمي (WEA)، أعمالها والتي استضافتها العاصمة الكورية الجنوبية سيول، تحدث القس جاك سارة، رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس والأمين العام الإقليمي للتحالف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن ما وصفه بـ"التحول الجيلي والجغرافي" في المشهد الإنجيلي العالمي.

من الغرب إلى الشرق: خريطة القيادة تتغير

قال القس سارة إن التحالف الإنجيلي العالمي يشهد تغيرًا واضحًا في تركيبته القيادية، حيث تنتقل القيادة تدريجيًا من أوروبا وأمريكا الشمالية إلى مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
وأوضح أن هذه المرحلة الجديدة تمثل تحوّلًا نوعيًا في الفكر والتمثيل داخل الكنيسة العالمية، مؤكدًا أن القادة الجدد أكثر التصاقًا بواقع مجتمعاتهم وبالتحديات اليومية التي تواجهها شعوبهم.

وأضاف: "هؤلاء القادة لا يعتمدون على المصادر المادية، بل على الخبرات الروحية والكنسية العميقة التي وُلدت وسط الصعوبات، فالكنيسة في بعض الأماكن يصعب إيجادها، لكنها تنمو وتزدهر في كل مكان رغم تعقيدات العالم الحديث".

بطرس منصور أمينًا عامًا للتحالف: محطة فارقة للمسيحيين الفلسطينيين

وأشار سارة إلى أن تعيين القس بطرس منصور، ابن مدينة الناصرة، أمينًا عامًا جديدًا للتحالف في أغسطس الماضي، يُعد علامة بارزة في تاريخ المسيحية الفلسطينية.
وأوضح أن هذا التعيين يوجّه الأنظار نحو المجتمعات المسيحية التي تعيش في ظل الاحتلال أو الفقر أو الاضطرابات السياسية، مؤكدًا أن وجود قيادي من هذه المنطقة على رأس التحالف العالمي يعكس التزام الكنيسة بتنوعها وواقعها العالمي.

التعليم اللاهوتي.. أداة للنمو والتجديد

وأوضح القس سارة أن الكنيسة لا تنمو عدديًا فقط، بل تنمو فكريًا وروحيًا بفضل الاهتمام المتزايد بالتعليم اللاهوتي.
وقال: "أرى في التعليم اللاهوتي قوة شفاء حقيقية لمنطقتنا بأسرها. إنه لا يقتصر على دراسة الكتاب المقدس، بل يشمل أيضًا العلوم الإنسانية والاجتماعية في المستويات الجامعية والدكتوراه وما بعدها".

وأكد أن هذا التوجه نحو التعليم يسهم في تنمية روحية ومجتمعية متوازنة، ويعزز قدرة الكنيسة على التفاعل مع واقعها المحلي والعالمي.

تحديات الهجرة وعدم الاستقرار

رغم هذه الإيجابيات، أقر سارة بأن الكنائس الإنجيلية في العالم العربي تواجه تحديات متزايدة، أبرزها الهجرة وعدم الاستقرار السياسي، مما أدى إلى تفكك المجتمعات المسيحية في مناطق مثل فلسطين والعراق وسوريا ولبنان والأردن.

وقال: "الهجرة خلقت فجوة في الوجود المسيحي في العالم العربي"، مضيفًا أن الضغوط الخارجية والعدد المحدود أحيانًا يدفع المجتمعات المسيحية إلى الانغلاق للحفاظ على هويتها، في حين أن الإيمان الحقيقي يجب أن يقود إلى بناء الجسور والحوار والمحبة لا الانعزال والانقسام.

الاعتماد على الغرب أم الاستقلال المحلي؟

تطرق سارة كذلك إلى العلاقة المعقدة بين الكنائس الشرقية ونظيراتها الغربية، قائلًا إن بعض المجتمعات الإنجيلية ما زالت تعاني من "سلسلة تبعية" مادية وفكرية وتنظيمية للغرب.
وأضاف: "هناك من يظن أننا إذا تخلينا عن الغرب سنفقد مصدرًا مهمًا، لكن الدعم الغربي يجب ألا يلغي الحاجة إلى تمكين القيادات المحلية وبناء قدراتها لتطوير مجتمعاتها باستقلالية".

دعوة إلى الوحدة وبناء الجسور بين الكنائس

وختم سارة كلمته بالدعوة إلى تعاون الكنائس المسيحية في الشرق الأوسط بمختلف طوائفها، قائلاً: "التحدي الأكبر اليوم هو بناء الجسور، فليست هناك جسور كافية بيننا وبين الطوائف الأخرى. نحن نعيش في عزلة، لكننا نمدّ أيدينا للجميع مهما اختلفنا في الإيمان أو المعتقد أو المذهب".

وشدد على أن تعزيز هذه الروابط هو السبيل الحقيقي لتقوية الحضور المسيحي في المنطقة والعالم.

قيادة جديدة لعالم كنسي أكثر تنوعًا

يُظهر تعيين القس بطرس منصور أمينًا عامًا للتحالف الإنجيلي العالمي التزام المؤسسة العالمية بالتنوع والشمول في القيادة، واستجابتها للتحولات الديموغرافية والثقافية داخل المسيحية العالمية.

وأكد سارة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستظل مركزًا محوريًا للنمو الروحي والقيادي واللاهوتي، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه المرحلة الجديدة في بناء كنيسة أكثر شمولًا واتصالًا ونضوجًا روحيًا، تخدم العالم بالإيمان والمحبة والنزاهة اللاهوتية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق