ملتقى الجامع الأزهر يناقش إعجاز قصة يونس ودروس النجاة من الشدائد - الفجر سبورت

صدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد الجامع الأزهر انعقاد ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي، وجاءت ندوة هذا الأسبوع بعنوان: «مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن قصة سيدنا يونس عليه السلام»، بحضور كل من الدكتور عبد الشافي الشيخ أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، والدكتور مصطفى إبراهيم الأستاذ بكلية العلوم، وأدار اللقاء الدكتور رضا عبد السلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق.

استهل الدكتور عبد الشافي الشيخ حديثه بالإشارة إلى وصية سيدنا إبراهيم عليه السلام في رحلة الإسراء والمعراج، حين قال للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: «أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».

 وأوضح أن هذه الكلمات ليست مجرد أذكار، بل هي غراس الجنة، ووسيلة لحماية المؤمن في الدنيا، لما تحمله من أجر وثواب عظيمين.

وتناول فضيلته المعنى البليغ في قول الله تعالى: «فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون»، مبينًا أن ذكر يونس عليه السلام وتسبيحه الدائم في أوقات الرخاء كان السبب في نجاته وقت الشدة، فحوّل الله له البحر والحوت من أدوات للهلاك إلى أسباب للإنقاذ، مؤكداً أن التسبيح والذكر المستمر هما زاد المؤمن في مواجهة الأزمات.

أما الدكتور مصطفى إبراهيم، فتناول جانب الإعجاز العلمي في القصة، موضحًا أن التقام الحوت ليونس عليه السلام كان أمراً يسيراً مقارنة بحجمه الهائل، وأن الله أعدّ بطن الحوت لتكون مأوى آمناً لنبيه حتى يناديه قائلاً: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، فيستجيب الله له في الظلمات الثلاث: ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل.

وأشار إلى أن قوله تعالى: «فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين»، يكشف عن إعجاز علمي وطبي، إذ يتميز نبات اليقطين بخصائص غذائية وعلاجية فريدة تساعد على التئام الجلد وتقوية المناعة، إضافة إلى احتوائه على الماء والفيتامينات المفيدة، مما جعله أنسب غذاء ليونس بعد خروجه ضعيفًا من بطن الحوت.

 وقد أثبتت الدراسات الحديثة هذه الفوائد، مؤكدةً أن اليقطين يجمع بين كونه طعامًا ودواءً.

واختتم الدكتور مصطفى حديثه بالإشارة إلى أن الله أرسل يونس بعد شفائه إلى قومه الذين بلغ عددهم نحو مائة ألف أو يزيدون، فآمنوا به جميعًا، لتكون قصته نموذجًا خالدًا للرجوع إلى الله في الرخاء قبل الشدة.

يُذكر أن ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني يُعقد أسبوعيًّا في رحاب الجامع الأزهر، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبتوجيهات من وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، بهدف إبراز معاني الإعجاز العلمي والبياني في كتاب الله الكريم بمشاركة نخبة من العلماء والمتخصصين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق