ريهام العادلي تكتب: المتحف المصري الكبير.. حين تعانق مصر ماضيها لتبهر العالم من جديد - الفجر سبورت

صدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يكن ما شاهده العالم في افتتاح المتحف المصري الكبير مجرد حدث ثقافي عابر، بل هو لحظة فخر واعتزاز وطني ستُخلّد في ذاكرة التاريخ ، فمن أمام أهرامات الجيزة، حيث يقف المتحف شامخًا كتحفة معمارية تروي قصة مصر القديمة بروحٍ عصرية، تأكد الجميع أن مصر تعيد كتابة مجدها من جديد، وأن العالم أجمع يصفق اليوم لعظمة الحضارة المصرية وقدرتها على التجدد عبر العصور.

هذا الافتتاح الأسطوري الذي جمع بين عبق الماضي وروعة الحاضر، وشهد حضورًا دوليًا مهيبًا من وفودٍ رفيعة المستوى من مختلف قارات العالم ، رؤساء، وملوك، وشخصيات عالمية مرموقة، حضروا ليشهدوا على عظمة مصر التي لا تخفت مهما مرّ الزمان ، كان المشهد مؤثرًا بكل تفاصيله، من فخامة التنظيم إلى الإبهار البصري والتقني الذي يليق بتاريخ يمتد لآلاف السنين.

ما يميز المتحف المصري الكبير أنه لم يكن مجرد مشروع معماري، بل حلم وطني بدأ بفكرة طموحة في التسعينيات، وتحول بمرور السنوات إلى صرح عالمي هو الأكبر من نوعه في التاريخ الحديث ، بدأت مراحل البناء الفعلية عام 2005، وقد استلهم المصممون فكرة الربط البصري بين المتحف والأهرامات، فجاء البناء وكأنه امتداد طبيعي للحضارة، لا يفصل بين الماضي والحاضر بل يربطهما في مشهد واحد متكامل.

تجلت عبقرية التصميم في كل ركنٍ من أركان المتحف ، من الواجهة الزجاجية العملاقة التي تسمح بدخول الضوء الطبيعي لتعانق الآثار المعروضة، إلى الجدار المصنوع من الألباستر المصري الذي يعكس وهج الصحراء وألوانها الذهبية ، أما الدرج العظيم الممتد في قلب المتحف، فيقود الزائر في رحلة رمزية نحو ذروة المجد المصري، حيث تطل الأهرامات في الأفق وكأنها تبتسم لهذا الإنجاز الجديد الذي يحمل توقيع أحفاد الفراعنة.

وراء هذه التفاصيل الباهرة، يقف مجهود ضخم استمر لعقود ، آلاف العاملين، من مهندسين ومصممين وعمال ترميم وحفظ، بذلوا الغالي والنفيس ليخرج المتحف بهذا الشكل المذهل الذي يُظهر مدى دقة المصريين وإصرارهم على الكمال ، وحتى القطع الأثرية التي يزيد عددها عن مائة ألف قطعة، تم نقلها وترميمها بأحدث التقنيات العالمية لتعرض أمام الزائرين في تجربة غير مسبوقة.

أما عن حفل الافتتاح، فكان بحق ملحمة حضارية نقلتها عدسات الإعلام إلى العالم أجمع ، كانت مصر في تلك الليلة نجمة الكون، وهي تعرض للعالم وجهاً من وجوه قوتها الناعمة، وتؤكد أنها ما زالت صاحبة الريادة الثقافية والتاريخية بلا منازع ، لقد رأينا الانبهار في عيون الحاضرين من مختلف الدول، وشعرنا جميعًا بأن هذا الحدث ليس مجرد افتتاح متحف، بل إعلان جديد عن ولادة مصر الحديثة بثوبها المهيب، وهي تحتفي بتراثها العظيم.

ونحن سيدات مصر العظيمات  نوجّه أسمى آيات الشكر والعرفان للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان الداعم الأول لهذا المشروع الضخم، وأصرّ على أن يخرج إلى النور بأعلى المعايير العالمية ، مثبتاً أن الإيمان بالحضارة هو إيمان بالمستقبل، وأن الاستثمار في الثقافة هو أقوى رسالة يمكن أن تبعثها مصر إلى العالم ، وبفضل رؤيته الحكيمة ، لم يعد المتحف المصري الكبير مجرد مبنى، بل رمزًا للهوية والنهضة والقدرة المصرية على الإبداع والبناء.

إن افتتاح المتحف المصري الكبير هو لحظة التقت فيها الهوية بالتطور، والذاكرة بالحداثة، والتاريخ بالمستقبل ، فكما كانت مصر مهد الحضارة منذ فجر التاريخ، فهي اليوم تؤكد أنها قادرة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة في آنٍ واحد.

لقد نجحنا في أن نحول الرمال إلى صرح عالمي، والأحلام إلى واقع ملموس، والتاريخ إلى تجربة حيّة تنبض بالحياة.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد افتتاح… إنه إعلان جديد لعظمة مصر التي لا تنتهي .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق