زينب عبد الرزاق تكتب: تركيا تُحيي ذكرى جمهوريتها الـ 102 - الفجر سبورت

صدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في أمسية تجسّد عمق التاريخ وروعة الدبلوماسية على ضفاف النيل، وقف السفير التركي في القاهرة صالح موطلوشن، ليعلن من قلب القاهرة بداية فصل جديد في سفر العلاقات بين البلدين. جاءت كلمته خلال احتفال مميز بمناسبة الاحتفال بالذكري 102 على تأسيس الجمهورية التركية. 

أكد السفير في خطابه أن احتفال هذا العام يحمل رمزية استثنائية، فهو ليس مجرد مناسبة روتينية، بل هو احتفاء بمئة عام من الصداقة والتعاون التي تعود إلى عام 1925، في مشهد يليق بعمق الروابط التي تشابكت عبر قرن من الزمان وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، تحت القيادة الحكيمة للرئيسين عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان، مشدداً على أن هذا التقدم لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة جهود دؤوبة وإرادة سياسية راسخة من الجانبين.

وكشف السفير التركي عن محطة جديدة في مسيرة هذا التعاون، تتمثل في عقد قمة مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى مطلع عام 2026 في القاهرة، مما يضع إطاراً مؤسسياً لمرحلة مستقبلية أكثر عمقاً واتساعاً.

ولم يغب البعد الإنساني والقضية الفلسطينية عن صلب خطاب السفير، حيث جدد تأكيد موقف بلاده الداعم للسلام في الشرق الأوسط، مشدداً على أن تركيا ومصر تعملان يدا بيد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. وأعلن أن بلاده "ستشارك بقوة في مؤتمر إعادة إعمار غزة" المزمع عقده في القاهرة قريباً، مما يعكس الدور الإقليمي الفاعل والمشترك للبلدين.

إلى جانب السياسة، أضاء السفير موطلو شن على الجانب الثقافي كجسر يربط بين الشعبين، معلناً عن سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية الباهرة ضمن احتفالات المئوية. ستشمل هذه الفعاليات عرض أزياء تركي، وحفلات موسيقية في دار الأوبرا المصرية، ومعارض للخط العربي والكاريكاتير، في خطوة تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي وإحياء الروابط الإنسانية.

وتأتي هذه الاحتفالية في إطار التحول الإيجابي الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية، حيث يشهد العام الجاري تنفيذ خطة طموحة لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار. وقد عبر السفير موطلو عن تفاؤله الكبير بمستقبل هذه العلاقات، معتبراً أن البلدين يمتلكان إمكانات هائلة لتحقيق شراكة استراتيجية شاملة.

ولا تقتصر الرؤية التركية على الجانب السياسي والاقتصادي فحسب، بل تمتد إلى تعزيز أواصر التعاون الثقافي والعلمي، حيث تشهد الفترة المقبلة إطلاق برامج تبادل طلابي وبحثي بين الجامعات في البلدين. كما أعرب السفير عن تطلعه لتعزيز السياحة المتبادلة، مؤكداً أن تركيا تحتضن كل عام أعداداً متزايدة من السياح المصريين، بينما تستقبل مصر بدورها آلاف السياح الأتراك الذين يكتشفون كنوز الحضارة المصرية العريقة.

هذا الحفل الدبلوماسي لم يكن مجرد مناسبة احتفالية عابرة، بل كان تجسيداً حياً لعلاقة تاريخية متجذرة، وإعلاناً عن بداية مرحلة جديدة من التعاون الوثيق. إنها قصة نجاح دبلوماسي يستند إلى إرادة سياسية راسخة ووعي بمتطلبات المرحلة، حيث تسير البلدان بخطى ثابتة نحو شراكة استراتيجية شاملة تخدم مصالح شعبيهما وتسهم في استقرار المنطقة.

وتظل هذه الشراكة نموذجاً للعلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والعمل معاً لتحقيق التقدم والازدهار. إنها رسالة أمل تبعث بها مصر وتركيا إلى العالم، مفادها أن التعاون والتفاهم هما الطريق الأصيل لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

واختتم السفير موطلو كلمته بعبارات مؤثرة خلدت صداقة البلدين، رافعاً تحيته قائلاً: "تحيا تركيا، تحيا مصر، تحيا فلسطين"، في نهاية أمسية دبلوماسية جمعت بين الاحتفاء بالماضي وكتابة مستقبل واعد للشراكة الاستراتيجية بين بلدين شقيقين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق