لم يكن الافتتاح الرسمي المبهر لـ "المتحف المصري الكبير"، إلا تأكيدًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة باعتبارها الحضارة الأهم في العصور القديمة بين كل الحضارات، وهو حدث جلل جذب أنظار العالم أجمع إلى مصر.. أرض التاريخ والحضارة.. وشغل وسائل الإعلام بكافة وسائطه في كافة أنحاء الدنيا.
ومن هنا، أجد من المناسب استغلال هذا الحدث العالمي الجليل لإحداث نقلة نوعية في قطاع السياحة والضيافة في مصر المحروسة من أجل تعزيز مكانتها كوجهة أولى للسياحة بكافة أنواعها.
ولكي يكون كلامنا موثقًا، لابد من الإشارة أولًا إلى أن 80% من حركة السياحة العالمية تتركز في السياحة الشاطئية، بينما تمثل باقي الأنواع كـ: الثقافية، والعلاجية، والرياضية، وغيرها نحو 20% فقط. وهنا، نجد أن مصر تتمتع بميزة استثنائية لامتلاكها بحرين من أجمل بحار العالم ( البحر المتوسط، والبحر والأحمر)، إلى جانب ما تتميز به من طقس معتدل وشمس مشرقة وشواطئ خلابة كما نراها في الساحل الشمالي، ومرسى مطروح، وغيرها على شاطئ المتوسط، وأيضًا شواطئ البحر الأحمر الرائعة في الغردقة، وشرم الشيخ، وغيرهما.
أما عن السياحة الثقافية (الآثار والمعابد)، فحدث ولا حرج، فهل يوجد متحف أثري مفتوح على وجه الأرض يناظر الأقصر الرائعة، أو أسوان الجميلة، فضلًا عن الآثار الخالدة المنتشرة في كل ربوع مصر من الصعيد إلى الدلتا إلى الواحات؟!.
كما لا ننسى المتاحف العظيمة كالمتحف المصري في ميدان التحرير، والمتاحف: الإسلامية، والقبطية، والحربي.. .إلخ، وأخيرًا "المتحف المصري الكبير" الذي سيجتذب على الأقل سنويًا ما بين (4- 5) ملايين سائح للقاهرة، ليس فقط للزيارة التقليدية ومشاهدة كنوز حضارتنا العظيمة عبر العصور، ولكن أيضًا باستضافة فعاليات ومعارض وأحداث دولية كبرى داخل المتحف لتعظيم العائد الدعائي والسياحي منه.
ومن الأخبار السارة في السياق نفسه، وجود تصور لتطوير منطقة "نزلة السمان" بجوار أهرامات الجيزة لتحويلها إلى منطقة "بيوت إجازات" تُثري تجربة السائح وتطيل فترة إقامته، وهو ما يدخل في إطار الأفكار والمبادرات المميزة التي تسهم في إحداث نقلة نوعية في قطاع السياحة والضيافة.
وغير بعيد عما سبق، ضرورة وجود مبادرات تمويلية لتشجيع المستثمرين على إنشاء وتطوير المنشآت الفندقية المنتشرة بطول البلاد وعرضها من خلال إزالة المعوقات التي تواجه المستثمرين في الحصول على تراخيص بناء الفنادق، والتي قد تستغرق أحيانًا عامين أو ثلاثة، إذ من الممكن اختصارها إلى أسبوع واحد فقط لتشجيع المستثمرين المحليين والدوليين على ضخ مزيد من رؤوس الأموال في هذا القطاع الحيوي لخدمة الاقتصاد الوطني، علمًا بأن مصر بحاجة إلى إضافة ما لا يقل عن 200 ألف غرفة فندقية جديدة خلال السنوات المقبلة، على أن تكون الحصة الأكبر في البحر الأحمر لمواكبة الطلب المتزايد على المقاصد الشاطئية.
ومن جانب آخر، علينا العمل الدؤوب على توسعة ورفع كفاءة مطارات: الغردقة، وشرم الشيخ، وسفنكس الدولي، القاهرة الدولي بالطبع.. لاستيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد السياح، مع ضرورة الاستعانة بالقطاع الخاص في إدارة المطارات وتقديم الخدمات والتسهيلات اللازمة للسياح، بالإضافة إلى ضرورة دعم أسطول الطيران المصري وزيادة الرحلات المباشرة إلى المقاصد السياحية المختلفة.
وأخيرًا.. أؤكد على أن مصر تمتلك كل المقومات التي يحلم بها صُناع السياحة في العالم، من طبيعة خلابة وتنوع فريد وبنية تحتية متطورة وأمن واستقرار، وهو ما يحفزنا على ولوج عالم تطوير قطاع السياحة والضيافة بثقة واقتدار بما يتناسب مع مكانة مصر كمنارة للحضارة والثقافة والتراث الإنساني عبر العصور.
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .
رائد أعمال والرئيس التنفيذي لـ «دار العز للضيافة».


















0 تعليق