تجددت فجر الخميس الغارات الإسرائيلية على مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام فلسطينية، في وقت تواصل فيه القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية المكثفة في مناطق متفرقة من القطاع، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقالت مصادر محلية إن طائرات حربية إسرائيلية شنت سلسلة من الغارات العنيفة على أحياء سكنية ومناطق مفتوحة في خان يونس، ما أدى إلى اندلاع حرائق وأضرار واسعة في الممتلكات، دون أن تتضح حصيلة الخسائر البشرية حتى الآن.
كما أفادت وسائل إعلام بأن القصف تزامن مع تحليق مكثف للطائرات الاستطلاعية فوق المدينة ومحيطها، بينما سمعت أصوات انفجارات متتالية هزّت المنطقة الجنوبية من القطاع.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بداية الأسبوع، والتي استهدفت مواقع قالت تل أبيب إنها تابعة لحركة “حماس”، فيما تشير مصادر فلسطينية إلى أن الغارات تطال المدنيين والمنازل والبنية التحتية الأساسية، مما فاقم معاناة السكان الذين يواجهون أوضاعاً معيشية وصحية قاسية.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته "لن تسمح بأن تشكل غزة تهديداً لإسرائيل بعد الآن"، مشيراً إلى أن الهدف من العملية الجارية هو "نزع سلاح حركة حماس بشكل كامل"، بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية.
وأضاف نتنياهو في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية أن بلاده "حققت إنجازات كبيرة مع الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، سواء في ملف إيران أو في إطلاق سراح المحتجزين"، على حد قوله.
ويرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو تعكس توجهاً إسرائيلياً لتثبيت واقع أمني جديد في غزة، بدعم سياسي وعسكري من واشنطن، في إطار ما تصفه تل أبيب بـ"ضمان الأمن القومي الإسرائيلي"، بينما يعتبر الفلسطينيون أن ما يجري هو استمرار لسياسة "العقاب الجماعي" بحق المدنيين، ومحاولة لفرض تسوية أحادية الجانب.
ومع استمرار القصف وتدهور الأوضاع الإنسانية، تتزايد الدعوات الدولية إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. إلا أن المؤشرات الميدانية تفيد بأن المواجهة مرشحة لمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، في ظل غياب أي بوادر لتهدئة قريبة.


















0 تعليق