في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى هضبة الأهرامات استعدادًا للحظة الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، تعيش مصر حالة من الحراك السياحي غير المسبوق، تعكسها مؤشرات الإقبال المتزايد من مختلف الأسواق العالمية، وتحديدًا الأوروبية والآسيوية، التي ترى في هذا الحدث فرصة استثنائية لاكتشاف عظمة الحضارة المصرية.
فالمتحف الذي طال انتظاره لأكثر من عقدين لا يمثل مجرد صرحٍ أثريٍّ جديد، بل يعد مشروعًا حضاريًا متكاملًا يروي فصول التاريخ المصري القديم بأسلوبٍ عصري يجمع بين الحداثة والتقنيات المتطورة في العرض المتحفي، ليكون بوابةً تعيد تقديم مصر إلى العالم كوجهة ثقافية وسياحية عالمية من الطراز الأول.
وفي هذا السياق، تشهد مناطق الجذب السياحي، خاصة في القاهرة والجيزة، حركةً نشطةً استعدادًا لاستقبال وفود الزائرين، حيث ارتفعت نسب الإشغالات الفندقية بصورةٍ ملحوظة، وتكثفت الاستعدادات داخل المنشآت السياحية والبازارات والمتاحف، في مشهدٍ يعكس جاهزية القطاع السياحي المصري لتقديم تجربةٍ استثنائية تليق بحدثٍ يوصف بأنه الأضخم في تاريخ المتاحف الحديثة.
محمد كارم: إشغالات الفنادق تجاوزت 90% تزامنًا مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير
قال محمد كارم، الخبير السياحي وعضو الأمانة العامة لحزب الحركة الوطنية وأمين السياحة بالجمهورية، في تصريحاتٍ خاصة لموقع صدى البلد، إن نسب الإشغالات الفندقية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، خاصة من الأسواق الأوروبية والآسيوية، وعلى رأسها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا والصين، وذلك تزامنًا مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أضخم صرحٍ أثريٍّ وثقافيٍّ في العالم.
وأضاف أن معظم شركات السياحة العالمية أدرجت زيارة المتحف ضمن برامجها السياحية، إلى جانب منطقة الأهرامات، ما أسهم في زيادة الطلب على الإقامة الفندقية بمحافظتي الجيزة والقاهرة، ورفع معدلات الإشغال إلى مستوياتٍ تجاوزت 90% في الفنادق الكبرى، الأمر الذي يعزز مكانة مصر كوجهةٍ ثقافيةٍ عالمية، ويعكس نجاح الدولة في الربط بين التنمية السياحية والمشروعات القومية الكبرى.
وأشار كارم إلى أن الدولة أولت اهتمامًا خاصًا بالاستعداد لافتتاح المتحف الكبير، من خلال إنشاء مجموعةٍ جديدة من الفنادق في محيط المتحف وتطوير القائم منها، فضلًا عن رفع الطاقة الفندقية من نحو 240 ألف غرفة إلى نصف مليون غرفة، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السائحين.
وأكد أن أعمال تطوير البنية التحتية في المناطق المحيطة بالمتحف والمواقع الأثرية المجاورة كان لها دورٌ محوريٌّ في تسهيل حركة الوفود السياحية ورفع القدرة الاستيعابية لتلك المناطق بما يليق بحجم الحدث العالمي المنتظر.


















0 تعليق