إبراهيم النجار يكتب: الحد من الصراعات والحروب في أفريقيا.. التحديات والفرص - الفجر سبورت

صدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تقلع طائرة أحلامنا الإفريقية، وترتفع معها أجنحة آمال قارة في تجاوز أزماتها، وتهديدات أمنها المتزايدة. تقلع بين ضباب وغيوم الإرهاب والجريمة العابرة للقارات، وهواجس الماء والغذاء والأمن السيبراني. لتحط ويحط رحالنا معها في بنغازي. هي إذن أحلام قارة تواجه الصراعات والحروب. في قمة تحتضنها مدينة سبق لها أن واجهت ذات التهديدات. ونجحت في أن تكون أيقونة للأمن والاعمار فيما بعد. اختيار رمزي صائب في قمة "سيسا 20". المكان، بنغازي قلب ليبيا النابض. في خضم عالم متحول، متوتر، متقلب الأوضاع. الحدث، قمة لجنة المخابرات الأفريقية. التي ساهمت ليبيا، في تأسيسها 2004. لتعود في قمة نضجها في دورتها العشرين. وتترأسها ليبيا. ممثلة في جهاز مخابراتها، ورئيسه الفريق أول حسين محمد العايب. الذي افتتح أعمال القمة، وسط حضور رسمي واسع، لكل الأجهزة المنضوية تحت لواء المنظمة الأفريقية "سيسا". 
الحضور شمل وفودا وضيوفا من دول أوروبية، وأسيوية وأمريكية. بالاضافة لمنظمات عالمية وإقليمية. اجتمعت كلها لأول مرة في قمة "سيسا". دعما للمنظمة ودعما لليبيا، في رئاستها. في كل ما تحمله هذه الرئاسة، من رمزية ودلالة، برسائل ومعالم. رئاسة ليبية مسئولة، تراهن خلالها علي إحداث نقلة نوعية في عمل جهاز "سيسا"، وتعزيز دوره الإقليمي، وتطوير آليات عملية، والانفتاح علي عالم الرقمنة والتطوير التكنولوجي. شهد حفل الافتتاح وكذا الختام، توجيه خطاب مسئول وحالم علي حد سواء. حيث أعلن الرئيس الدوري للجنة الاستخبارات الأفريقية، الفريق أول العايب. عن إطلاق مبادرة ليبية للتعاون الاستخباراتي الأفريقي المشترك. وأكد الفريق أول خلال كلمته، إن المبادرة تشمل إنشاء قوة عمل موحدة، وتطوير آليات تبادل المعلومات، لمكافحة الإرهاب بين الدول الأفريقية. وتحدث العايب، عن مجموعة من التوصيات الاستراتيجية، ووصفها بأنها تشكل منعطفا مهما في مسار التعاون الأمني والاستخباراتي، داخل القارة.  
دورة "السيسا 20"، شهدت استقطابا غير مسبوق للإعلاميين، وانفتاحا علي وسائل الإعلام الأفريقي، ومن ثم كان تأكيد رئيس الجهاز، علي أن دور الإعلام استراتيجي ومحوري، في حرب المعلومة. وأن حرصه علي مشاركة الإعلام بكل صوره، جاء لإيمانه العميق بدور الميديا والصورة والكلمة. في إنارة الرأي العام، وتعبيئة الوعي الشعبي الأفريقي، بقضاياه الاستراتيجية. يوميات قمة وضعت ليبيا، في قلب القارة، ونقلت نبض القارة وهواجسها إلي قلب ليبيا النابض بنغازي. في سابقة لم تشهدها قمم "سيسا"، السابقة، التي كانت تدور بعيدا عن العدسات وعوالم السلطة الرابعة الأفريقية. كان هذا الانفتاح مبررا وفعالا، ويبني جسور ثقة بين الأجهزة الأفريقية وشعوبها. عساه تتوحد الجهود في كسب الرهانات الأمنية والاستراتيجية. 
رحلة "سيسا"، في بنغازي، طوت صفحتها. غير أن العمل متواصل في اللجنة، برئاسة ليبية. من اجل ضمان ترسيخ مكانة المنظمة، وحماية القارة، ومكافحة التحديات الأمنية. بتنسيق أنجع وإصرار أكبر، ومقاربة أشمل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق