تُوصف الأمعاء الصحية بأنها أساس الصحة العامة. ما لا يدركه الكثيرون هو أن الأطعمة التي نتناولها يوميًا تؤثر بشكل مباشر على ميكروبيوم الأمعاء، وهو مجتمع من البكتيريا النافعة التي تحمي من الالتهابات وأمراض مثل سرطان القولون. ووفقًا لدراسة نُشرت في ScienceDirect ، من المتوقع أن تحدث 3.2 مليون حالة جديدة من سرطان القولون والمستقيم عالميًا في عام 2040 بسبب التوسع السكاني والشيخوخة والتطور البشري.
وقد أشار الدكتور سوراب سيثي، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي المتدرب في جامعة هارفارد، مؤخرًا إلى أن بعض الفواكه مفيدة بشكل خاص للقولون. فهي ليست غنية بالفيتامينات أو الألياف فحسب، بل مليئة أيضًا بمركبات تقلل الالتهاب بشكل فعال، وتدعم الهضم، وقد تحمي الخلايا من التغيرات السرطانية.
4 فواكه تدعم صحة القولون
الحمضيات
البرتقال والليمون والجريب فروت ليست مجرد فاكهة منعشة فحسب، بل هي أيضًا مُزيلات طبيعية للسموم. يُشير الدكتور سيثي إلى أن الحمضيات غنية بالفلافونويدات وفيتامين ج، مما يُساعد على تحييد الجذور الحرة الضارة في الأمعاء. تُخفف هذه المُضادات الأكسدة الإجهاد التأكسدي، وهو أحد المُحفزات الرئيسية لتلف الخلايا المُؤدي إلى السرطان. وقد أظهرت
دراسة نُشرت في المعاهد الوطنية للصحة أن مُركّبات الحمضيات، مثل الهسبيريدين والنارينجين، يُمكن أن تُثبّط نمو خلايا سرطان القولون. علاوة على ذلك، تُغذّي الألياف القابلة للذوبان في الحمضيات بكتيريا الأمعاء، مما يُساعد في الحفاظ على توازن ميكروبيوم الأمعاء.
كيوي
غالبًا ما يُغفل عن الكيوي، ولكنه يُعدّ من أكثر الفواكه فائدةً للأمعاء، وفقًا للدكتور سيثي. تحتوي هذه الفاكهة الخضراء الصغيرة على الأكتينيدين، وهو إنزيم طبيعي يُساعد على تكسير البروتين وتحسين الهضم. تشير
أبحاث المعاهد الوطنية للصحة إلى أن الكيوي يُعزز انتظام حركة الأمعاء ويُقلل الإمساك، وهو عامل مُرتبط بخطر الإصابة بسرطان القولون. كما تحتوي هذه الفاكهة على مزيج فريد من مضادات الأكسدة والبريبايوتكس التي تُقوي الحاجز المعوي، مما يُقلل الالتهابات والأضرار المُحتملة المُسببة للسرطان.
التفاح
قد تبدو مقولة "تفاحة يوميًا تغنيك عن زيارة الطبيب" قديمة، لكنها تحمل في طياتها حقيقة علمية. يُسلط الدكتور سيثي الضوء على التفاح لغناه بالبكتين، وهو نوع من الألياف القابلة للذوبان يُغذي بكتيريا الأمعاء. عند تخميره في القولون، يُنتج البكتين أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) مثل الزبدات، المعروفة بحماية خلايا القولون من التسرطن.
أشارت دراسة نُشرت في مجلة فرونتيرز إلى أن تناول التفاح بانتظام قد يُحسّن بيئة الأمعاء، إذ يُقلل من البكتيريا الضارة ويُعزز البكتيريا النافعة. يحتوي قشر التفاح تحديدًا على الكيرسيتين، وهو مضاد أكسدة قوي يُساعد على منع تلف الحمض النووي في الخلايا.
بطيخ
يؤكد الدكتور سيثي باستمرار أن صحة الأمعاء الجيدة لا تقتصر على الألياف فحسب؛ بل يلعب الترطيب دورًا لا يقل أهمية. فالبطيخ، الذي يحتوي على أكثر من 90% من الماء، يحافظ على ترطيب القولون ويدعم الهضم السلس.
ولكن هناك المزيد تحت السطح. يحتوي البطيخ على الليكوبين، وهو مضاد أكسدة قوي موجود أيضًا في الطماطم، وقد دُرست خصائصه المضادة للسرطان. وقد ربطت أبحاث المعاهد الوطنية للصحة (NIH) تناول الليكوبين بانخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون. إن حلاوة هذه الفاكهة الطبيعية وتأثيرها المرطب يجعلها حليفًا صيفيًا ممتازًا لصحة الجهاز الهضمي.
غالبًا ما يبدأ سرطان القولون بهدوء، ويتطور على مر السنين. وبينما لا يوجد طعام واحد قادر على الوقاية منه تمامًا، تُظهر توصيات الدكتور سيثي كيف يمكن للفواكه اليومية أن تلعب دورًا حيويًا في حماية الأمعاء على المدى الطويل. إن إضافة هذه العناصر الأربعة إلى النظام الغذائي لا تُغذي الجسم فحسب، بل تُعزز أيضًا جهاز المناعة من الداخل.
المصدر: timesofindia.


















0 تعليق