لا شك أن وجود أمر ما يفتح لك أبواب الرزق المغلقة يضفي شيئًا من السحر والأمل، ويثير البحث عن هذه الوسيلة اليسيرة والمفتاح السحري الذي يفتح لك أبواب الرزق المغلقة ، وبه تنتهي أعظم الهموم التي تراكمت مع كل باب يُغلق أمامنا ، ولعل هذا ما يفسر أن أصبح هذا الأمر الذي يفتح لك أبواب الرزق المغلقة مبحث كثير من الناس ، حيث إن الدنيا دار شقاء وعناء وليست دار راحة ونعيم، وفيها تكثر الأبواب المغلقة ، سواء كانت أبوب رزق أو خير أو فرج وما نحوها، وهذا ما يضفي أهمية كبيرة لمعرفة ما يفتح لك أبواب الرزق المغلقة .
يفتح لك أبواب الرزق المغلقة
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إن هناك ذكرًا إذا داوم عليه الإنسان، فإن جميع أبواب الرزق المغلقة لا يمكنها أن تصمد أمامه.
وأوضحت «الإفتاء» عن ما يفتح لك أبواب الرزق المغلقة ، عن ذكر يفتح الأبواب المغلقة أنه الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قائلة : «الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- تفتح أمامك الأبواب المغلقة.. صلوا عليه وسلموا تسليمًا».
ونبه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى أنه كلما صلى العبد على النبي -صلى الله عليه وسلم- فتحت له الأبواب، لأن الله قد قبلها ولو صدرت من قلب فاسق شقي، فما بالك لو أنها قد صدرت من قلب مؤمن تقي.
وأفاد «جمعة» عن ما يفتح لك أبواب الرزق المغلقة ، بأن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو قبلة المؤمنين وقبلة أرواحهم، وقطب الرحى ، ونقطة الدائرة، وهو الباب إلى الله، سدت كل الأبواب إلا بابه الكريم.
ونوه بأن الصلاة على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما هي بعض حقه، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- تقبل من كل أحد، من المنافق ومن الفاسق، ومن المؤمن ومن التقي، ومن غيرهم.
وأضاف أن ذلك لتعلقها بالمقام الأجل، فمن يئس من نفسه ورأى أنه لا يطيع ربه إلا قليلاً فليشرع في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- مستحضراً حقه ووجوب الأدب معه، فإن ذلك يحمله على القيام بالفرائض.
وواصل: واجتناب المناهي، والتقرب إلى الله تعالى، وكلما صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- فتحت له الأبواب، لأن الله قد قبلها ولو صدرت من قلب فاسق شقي، فما بالك لو أنها قد صدرت من قلب مؤمن تقي.
وأكد أنه ينبغي أن يكثر من الصلاة على سيدنا رسول الله أيضاً تكثيراً للثواب؛ لأنها جمعت فأوعت، فهي ذكر لله في نفسها، وهى مع ذلك امتثال لأمره تعالى حيث أمرنا أن نصلي عليه -صلى الله عليه وسلم- ومع أنها طاعة في نفسها مستقلة، إلا أنها تشتمل على تعظيم سيد الخلق، وهو أمر مقصود في ذاته، ولأنها تشتمل على أشرف كلمة وهى: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله).
الصلاة على النبي
وتابع: فالصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- إقرار منك بالوحدانية ابتداءً، لأننا نبدأها بأن نطلب الصلاة من الله وهذا توحيد، وتنتهي بالإيمان بسيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- .
وأشار إلى أن هذا بعض شأن الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- ولا يدرك شأنها إلا من فتح الله عليه، فهي الوقاية، وهى الكفاية، وهى الشفاء، وهى الحصن الحصين، وهى التي تولد حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قلوب المؤمنين، فيقبلون على الطاعة ويتركون المعصية.
واستطرد : وهى التي تحافظ على ذلك الحب وتصونه، وهى التي يترقى بها العبد عند ربه، وهى التي تجعل المؤمن ينال شرف إجابة النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه، حيث إنه يجيب على من صلى عليه.
وبين أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- هى مدخل صحيح، للدخول على السيد المليح الفصيح -صلى الله عليه وسلم- ، فالدخول على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبدأ بالصلاة عليه وبكثرة الصلاة عليه.
ولفت إلى أن المَقصودُ بالصَّلاةِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ التَّقرُّبُ إلى اللهِ بامتِثالِ أمْرِه، وقَضاءُ حَقِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا، وليستْ صَلاتُنا عليه شَفاعةً له؛ فإنَّ مِثلَنا لا يَشفَعُ لمِثلِه، ولكنَّ اللهَ تعالى أمَرَنا بمُكافأةِ مَن أحسَنَ إلينا، فإنْ عجَزْنا عنها؛ كافَأْناه بالدُّعاءِ.
وأردف: فأرشَدَنا اللهُ لَمَّا عَلِمَ عَجزَنا عن مُكافأةِ نَبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الصَّلاةِ عليه، وفائدةُ الصَّلاةِ عليه ترجِعُ إلى الذي يُصلِّي عليه، لدَلالةِ ذلك على نُصوعِ العَقيدةِ، وخُلوصِ النِّيَّةِ، وإظهارِ المحبَّةِ، والمُداومةِ على الطَّاعةِ، والاحتِرامِ للواسِطةِ الكَريمةِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .


















0 تعليق