أستاذ علوم سياسية لـ صدى البلد: تحركات مصر الأخيرة رسالة حاسمة بأن القاهرة لن تسمح بانهيار التهدئة في غزة - الفجر سبورت

صدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مشهد سياسي بالغ الحساسية، تتكثف التحركات المصرية على أعلى المستويات في محاولة لإعادة إحياء مسار التهدئة داخل قطاع غزة، والحيلولة دون انهيار اتفاق وقف إطلاق النار وسط تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية وتدهور الأوضاع الإنسانية.

وفي هذا الإطار، جاءت زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن محمود رشاد إلى إسرائيل أعقبها عدة لقاءات رفيعة المستوى بالقاهرة، لتشكل هذه التحركات خطوة حاسمة تعكس جدية القاهرة في دفع جهود السلام إلى الأمام، وتأكيد التزامها بدورها التاريخي في حفظ التوازن واستقرار المنطقة.

فهذه التحركات جاءت في توقيت دقيق ولم تكن مجرد تحرك بروتوكولي أو لقاء اعتيادي، بل رسالة مباشرة من القاهرة بأن مصر لا تزال تمسك بخيوط الوساطة بكل حزم، وتسعى إلى ضمان استمرار الهدوء في القطاع، وتوفير المناخ المناسب لاستئناف عملية الإعمار، دعمًا للشعب الفلسطيني، وترسيخًا لسلام عادل وشامل في المنطقة.

محمود عنبر: مبادرة السلام المصرية تؤكد التزام القاهرة بخطوات إعمار غزة وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته الإنسانية

وأكد الدكتور محمود عنبر أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، أن لقاءات رئيس المخابرات المصرية لإسرائيل تمثل امتدادًا طبيعيًا للجهود التي تبذلها الدولة المصرية من أجل تثبيت مسار السلام في المنطقة، والبناء على ما تحقق خلال الفترة الماضية، خاصة بعد توقيع اتفاق السلام في شرم الشيخ.

وأوضح عنبر، أن أبرز ما ناقشته المبادرة يتعلق بتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة، والتي كانت محورًا رئيسيًا ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن القاهرة تعمل على تحويل هذا المسار من إطار نظري إلى خطوات تنفيذية واضحة تضمن حياة كريمة وآمنة لأبناء القطاع.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن البعد الإنساني في غزة مازال يمثل التحدي الأكبر، حيث إن حجم المساعدات التي تم إدخالها إلى القطاع حتى الآن لا يتناسب إطلاقًا مع حجم المعاناة التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون مواطن داخل الأراضي الفلسطينية، ما يستدعي تحركًا عاجلًا لإدخال مساعدات إنسانية كافية قبل الحديث عن إعادة الإعمار أو تطوير البنية التحتية.

وأشار عنبر إلى أن توقيت المبادرة بالغ الأهمية، إذ يأتي في مرحلة دقيقة تسبق أي تراجع محتمل من الجانب الإسرائيلي عن التزاماته، مؤكدًا أن القاهرة تسعى من خلالها إلى الحصول على أكبر قدر من الضمانات الدولية التي تضمن استمرار مسار السلام، ومنع أي محاولة لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر.

وشدد على أن إلزام الطرف الإسرائيلي بتنفيذ تعهداته وتوفير بيئة آمنة ومستقرة داخل غزة يعد شرطًا أساسيًا لاستمرار العملية السياسية، مؤكدًا أن مصر تتحرك بمسؤولية كبيرة لتثبيت التهدئة وضمان توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الآمنة للشعب الفلسطيني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق