قبل أن تولد الحروف.. كانت هي المعنى، وقبل أن يتعلم الزمان نطق الحياة..كانت هي معجم الدنيا، هي مركز الثقل الإقليمي ومحط أنظار العالم، بصلتها تشير دائمًا إلى اتجاه واحد وهو اتجاه الحق والحكمة والعدل والإنصاف، من لا يعرف قيمتها وقدرها فهو خارج حدود الزمان".
كانت تلك بعض من الكلمات التي وصف بها اللواء ياسر وهبة أم الدنيا ، في الندوة التثقيفية ال 42 والتي كانت بعنوان " ارادة شعب صنعت مجد" وكأن العنوان ينسب النصر في كل وقت للشعب المصري الصامد ليس في انتصار أكتوبر فحسب ولكن في كل حدث .
وكالعادة وككل ندوة تثقيفية للقوات المسلحة ، لا يكون التنظيم والفقرات هو ما يبهر العين ، بل المحتوى الدسم الذي يقُدم فضلا عن رسائل الرئيس السيسى.
وكان المحتوى غير مقتصر على حرب أكتوبر ولكن على كثير من الأحداث الجارية ، وما فاجئني أنه حرب الوعي لم تكن في عصرنا الحديث ، بل بدأت منذ عقود ، عندما أظهر اسكتش حرب أكتوبر وأفصح عن برنامج إذاعي كان موجه من العدو إلى الشارع المصري باسم " العم حمدان" ليحبط الروح المعنوية للشارع المصري ويقنعهم أن الجيش لن يحارب، وهو ذات السلاح الذي يستعمله العدو اليوم ، لذا كانت فقرة الفن والوعي وتحدث الرئيس عن أهمية دور الإعلام في بناء الوعي في المجتمع المصري.
كما تحدث عن رسائل هامة كثيرة منها أهمية الكلمة ؛ قائلا أن الكلمة قدر ، تتغير الأقدار بكلمة ولذا كانت ولازالت مصر حريصة في كل كلماتها وكل تصريح على لسان الرئيس ، فبكلمة رسم خطوط حمراء على حدودنا الغربية والشرقية والجنوبية ، رسم بكلمة الخط الأحمر حول الأمن القومي المصري ، وبكلمة قال لا للتهجير مما غير قدر القضية الفلسطنينة ومٌنع مخطط التهجير ولم يتم تصفية القضية الفلسطينية .
كما أعلنها صراحة بكلمة أيضًا قائلا : أن الارهاب انتهي ، وأن دول كثيرة خاضت حروب على الإرهاب ولم تنجح لمدة سنوات ولكن يصح لنا القول اليوم أن نقول أن الإرهاب انتهي من مصر بثمن باهظ من دماء وموارد ولكن كان ذلك الثمن لكي نجلس في أماكننا داخل القاعة دافئين وأمنين ونحتفل بانتصارات الدولة المصرية .
وكانت من أهم الرسائل أيضًا ؛ تصور الرئيس عن الحرب ، فقال أن الحرب ليست معارك فحسب بل هي حرب على اليأس ، حرب وعي ومعرفة ، حرب علم ، حرب إرادة ، حرب تحمل ، حرب اقتصاد والتي ستنتهي يومًا ما.
وفي كل مرة اسمع تصور الرئيس عن ما جرى في الدولة المصرية ، أدرك أن ما حدث بها في أخر خمسين عامًا هو معجزة بكل ما تعنيه الكلمة ، نصف قرن شهد حروب 56 و67 و73 وبينهم الاستنزاف ، وحرب السلام ثم حراك شعبي في 2011 وثورة يونيو 2013 التي صححت المسار ثم حرب على الإرهاب وحرب اقتصاد وحرب شائعات ووعي وحرب أن تبقى مصر ساكنة وسط بؤر مشتعلة في الإقليم بل عليها أن تساعد في حل أزمات المنطقة .
حقًا لو لم أكن مصرية لوددت أن أكون مصرية.
0 تعليق