ليبيا أمام مفترق طرق.. مبادرة وطنية بقيادة المشير حفتر تعيد طرح سؤال من يملك القرار الليبي؟ - الفجر سبورت

الأسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد ليبيا اليوم لحظة فارقة في مسارها السياسي، مع إطلاق القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر دعوة وطنية شاملة إلى مختلف مكونات المجتمع الليبي للانخراط في حراك وطني يفضي إلى صياغة خارطة طريق واقعية تنبع من الداخل وتستند إلى مبدأ الملكية الليبية الكاملة للعملية السياسية.

تأتي هذه الدعوة في وقت بالغ الحساسية، بعدما أخفقت المسارات الأممية والدولية المتعاقبة في تحقيق تسوية سياسية قابلة للتطبيق على الأرض. فالمبعوثة الأممية إلى ليبيا، هانا تيتيه، لم تطرح حتى الآن رؤية واضحة المعالم أو خطة تنفيذية دقيقة، بل اكتفت بإطار عام غامض تداخلت فيه الأولويات وغابت عنه آليات التنفيذ، لتبقى العملية السياسية تدور في حلقة مفرغة من الاجتماعات والتصريحات دون نتائج ملموسة.

وتعيد مبادرة المشير حفتر طرح السؤال الجوهري الذي ظل يراوح مكانه منذ سنوات: من يملك القرار الليبي؟ هل يظل هذا القرار رهينة التجاذبات الإقليمية والدولية، أم يعود إلى الليبيين أنفسهم ليحددوا مستقبلهم وفق إرادتهم الوطنية الحرة؟

مبادرة القائد العام لا تعد مجرد إعلان سياسي، بل إطارا وطنيا مفتوحا يهدف إلى تحفيز الوعي الجمعي واستنهاض القوى الوطنية - من مشايخ وأعيان، ومفكرين وأكاديميين، إلى مؤسسات المجتمع المدني - لوضع أسس مشروع سياسي واقعي تتولى المؤسسة العسكرية ضمان تطبيقه بما يتوافق عليه الليبيون.

ورغم استمرار بعض الأطراف في الرهان على المسارات الأممية، إلا أن التجربة أثبتت أن الرهان على الخارج لم يعد ينتج حلولا مستدامة. فالمبادرات التي رُوج لها تحت عنوان «الملكية الوطنية» كانت في جوهرها صيغا شكلية، تدار من خلف الكواليس وفق مصالح دولية لا تراعي تعقيدات المجتمع الليبي ولا خصوصيته التاريخية والاجتماعية.

إن ما يطرحه المشير حفتر اليوم هو تصحيح لمسار العملية السياسية وإعادة توجيه بوصلة الحل نحو الداخل الليبي، بعيدا عن الارتهان للمجتمع الدولي الذي عجز عن تحقيق اختراق حقيقي في الملف الليبي.

لكن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في تقديم المبادرات، بل أيضا في وجود إرادة وطنية حقيقية لتفعيلها، فالمشايخ والأعيان والنخب الفكرية والسياسية، والمجتمع المدني بشكل عام، أمام اختبار مصيري يحدد مدى قدرتها على تجاوز الخلافات الضيقة وتقديم خارطة طريق نابعة من الإرادة الشعبية مباشرة، لا سيما أن القائد العام للقوات المسلحة تعهد بالتصدي لكل من يحاول عرقلتها.

لقد أنقذت المؤسسة العسكرية ليبيا من براثن الإرهاب والانقسام، واليوم تطرح فرصة سياسية نادرة لإعادة بناء الدولة على أسس الشرعية الشعبية والوحدة الوطنية. تجاهل هذه الفرصة سيكون خطأً تاريخيًا، لأن اللحظة الراهنة قد تمثل الفرصة الأخيرة أمام الليبيين لصياغة حل وطني خالص يعيد للدولة استقرارها وسيادتها.

إن مبادرة المشير حفتر تعبر عن رؤية وطنية تؤمن بأن ليبيا لن تبنى إلا بإرادة أبنائها، وأن المستقبل يصنع على أرضها وبأيدي أبنائها.

اقرأ أيضاً
ليبيا: انطلاق العملية الانتخابية للمجالس البلدية المنتهية ولايتها

مصطفى بكري في ذكرى استشهاد القذافي: أسقطته مؤامرة خسيسة.. ولولا المشير حفتر لضاعت ليبيا

حكم ليبيا أكثر من 40 عاما.. أبرز المحطات في حياة معمر القذافي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق