يشعر كثير من الأشخاص بآلام في الأسنان عند الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا الموسمية، وهو عرض يثير القلق لدى البعض، خاصة عندما يكون الألم شديدًا أو يمتد إلى الفك والوجنتين.
وأوضحت عيادة كاريه لطب الأسنان بمدينة كولونيا الألمانية أن هذا الشعور المزعج لا يرتبط عادة بمشكلة في الأسنان نفسها، بل يكون في كثير من الحالات علامة على التهاب الجيوب الأنفية الذي يرافق نزلات البرد.
العلاقة بين نزلات البرد وألم الأسنان
أوضحت العيادة الألمانية أن ألم الأسنان أثناء الإصابة بنزلة البرد يحدث عندما يؤدي الالتهاب في الجيوب الأنفية إلى تورم الأغشية المخاطية المبطنة لها، ما يسبب ضغطًا مباشرًا على جذور الأسنان العليا القريبة من تلك الجيوب.
هذا الضغط هو الذي يخلق إحساسًا بالألم في الأسنان، على الرغم من أن مصدره الحقيقي هو الالتهاب في الجيوب وليس الأسنان نفسها.

وأضافت أن كثيرًا من المرضى يخلطون بين هذا النوع من الألم وألم التسوس أو التهاب اللثة، بينما يكون في الواقع مرتبطًا تمامًا بالتهاب الجيوب الأنفية، خاصةً إذا كان الألم مصحوبًا بانسداد في الأنف أو شعور بثقل في منطقة الجبهة أو الوجنتين.
أعراض التهاب الجيوب الأنفية المصاحبة لألم الأسنان
بحسب الخبراء، فإن من العلامات الشائعة التي ترافق ألم الأسنان الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية الأعراض الآتية:
- احتقان الأنف وصعوبة التنفس.
- سيلان الأنف المستمر أو نزول إفرازات مخاطية كثيفة.
- الإحساس بضغط أو ألم على الجبهة وعظام الوجنتين.
- الشعور بالإرهاق العام والتعب المستمر.

ويشير الأطباء إلى أن هذه الأعراض تظهر بوضوح أثناء ذروة نزلة البرد، لكنها عادة ما تهدأ تدريجيًا مع زوال الالتهاب وانحسار التورم في الأغشية المخاطية، ما يؤدي إلى اختفاء ألم الأسنان أيضًا.
كيفية تخفيف ألم الأسنان أثناء نزلات البرد
قد يكون الألم في بعض الحالات مزعجًا للغاية، خاصة عند الحديث أو المضغ، لذلك ينصح الأطباء باتباع مجموعة من التدابير البسيطة والفعالة لتخفيف الضغط الواقع على الفك والأسنان أثناء فترة نزلة البرد. وتشمل هذه الخطوات الآتية:
تنظيف الأغشية المخاطية بانتظام لتقليل التورم، وذلك باستخدام غسول الأنف الملحي أو المضمضة بمحلول ملحي فاتر، إذ يساعد هذا الإجراء على فتح الممرات الأنفية وتخفيف الضغط عن الجيوب.
استنشاق بخار البابونج الذي يتمتع بتأثير مهدئ ومضاد للالتهابات، ويساعد على تقليل احتقان الأنف وتخفيف الشعور بالضغط في منطقة الوجه.
تناول المسكنات الآمنة مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول لتقليل الألم، مع ضرورة الالتزام بالجرعة التي يحددها الطبيب أو الإرشادات الموجودة على عبوة الدواء.
ويؤكد الأطباء أن هذه الإجراءات لا تعالج السبب الأساسي، لكنها تساهم في تخفيف حدة الأعراض إلى أن يتعافى المريض تمامًا من نزلة البرد.
متى يجب استشارة طبيب الأسنان؟
عادة ما يزول ألم الأسنان الناتج عن نزلة البرد بمجرد تحسن الحالة الصحية العامة وانتهاء الالتهاب الأنفي، لكن في حال استمرار الألم بعد الشفاء، ينبغي عدم تجاهل الأمر، لأن السبب في هذه الحالة قد لا يكون الجيوب الأنفية، بل مشكلات في الأسنان نفسها مثل التهاب الجذور أو تسوس الأسنان.

وفي مثل هذه الحالات، يجب زيارة طبيب الأسنان المختص لإجراء فحص دقيق يحدد مصدر الألم، إذ قد يحتاج المريض إلى علاج موضعي للأسنان أو اللثة إذا تبين وجود سبب عضوي مستقل عن نزلة البرد. كما أن إهمال علاج مشاكل الأسنان قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وانتقال العدوى إلى أنسجة أعمق داخل الفك.
نصائح وقائية لتجنب آلام الأسنان مع نزلات البرد
يوصي الأطباء بعدد من الإرشادات التي تساعد على تقليل احتمالات الشعور بألم الأسنان أثناء نزلات البرد، أبرزها:
المحافظة على تناول كميات كافية من السوائل الدافئة لترطيب الأغشية المخاطية ومنع انسدادها.
تجنب التعرض المفاجئ لدرجات الحرارة المنخفضة أو تيارات الهواء البارد.
استخدام محاليل الأنف الملحية بانتظام خاصة في فصل الشتاء للحفاظ على صحة الجيوب الأنفية.
الاهتمام بنظافة الفم والأسنان بشكل يومي لتقليل فرص حدوث التهابات أو مضاعفات إضافية.

كما ينصح الخبراء بعدم المبالغة في استخدام بخاخات الأنف المحتوية على المواد المزيلة للاحتقان لفترات طويلة، لأن الإفراط فيها قد يؤدي إلى نتائج عكسية تتمثل في زيادة الاحتقان والتورم.
النتيجة النهائية
خلصت عيادة كاريه لطب الأسنان إلى أن ألم الأسنان أثناء نزلة البرد ليس بالضرورة علامة على تسوس أو التهاب لثوي، بل قد يكون في كثير من الأحيان إشارة واضحة على وجود التهاب في الجيوب الأنفية. ومع اتباع التدابير البسيطة المذكورة، يختفي الألم تدريجيًا مع تحسن الحالة.
وفي حال استمرار الأعراض أو تفاقمها بعد الشفاء من البرد، ينبغي مراجعة الطبيب المختص لتحديد السبب الحقيقي واتخاذ العلاج المناسب في الوقت المناسب.
0 تعليق